عُقد بنادي الواحات بالعذيبة حلقة عمل بعنوان " نتائج البحوث والخبرات في مجال تطوير المهارات المتعلقة بالوظائف المنتجة، وتصميم سوق العمل"، التي تم تنفيذها من قبل خبراء البنك الدولي بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعليم، ومكتب مستشار وزير ديوان البلاط السلطاني للدراسات والبحوث، وذلك بحضور عدد من المختصين ممثلي الجهات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع التعليم والتخطيط والأعمال في السلطنة.
وتهدف حلقة العمل إلى استعراض نتائج البحوث والخبرات في مجال تطوير المهارات المتعلقة بالوظائف المنتجة، وتصميم سوق العمل على المستوى العالمي وفي دول مجلس التعاون الخليجي، ومدى استفادة السلطنة من هذه الخبرات في التخطيط الاستراتيجي، وتحديد الأولويات ورصد التحديات وكيفية معالجتها، إضافة إلى الاستفادة منها في رسم السياسات التعليمية التي تؤدي إلى ربط التعليم باحتياجات سوق العمل، ومساعدة المتعلمين على اكتساب المهارات اللازمة لوظائف منتجة.
في بداية الحلقة تم تقديم نبذة تعريفية عن دور البنك الدولي والخدمات المقدمة في هذا الشأن. ثم تلا ذلك استعراض محاور حلقة العمل، التي تضمنت أربعة محاور، حيث تطرق المحور الأول إلى التحديات في مجال المهارات، والوظائف، وسوق العمل؛ حيث اتضح من خلال الدراسات التي أعدها البنك الدولي أن التحدي الأكبر في مجال التوظيف بدول مجلس التعاون الخليجي يتمثل في ارتفاع معدلات الباحثين عن عمل من المواطنين، وكذلك زيادة نسبة العمالة الوافدة في القطاع الخاص، يضاف إليها ارتفاع توقعات المواطنين الباحثين عن عمل من حيث المميزات والحوافز وتفضيلهم للعمل في القطاع الحكومي. وتعود هذه التحديات إلى عدة أسباب من أهمها: الفجوة بين التعليم واحتياجات سوق العمل، وعدم توفر المهارات اللازمة لدى مخرجات التعليم.
أما المحور الثاني فقد تطرق إلى مواءمة المهارات لإيجاد وظائف منتجة، واستعرض في هذا المحور أهم مهارات القرن الحادي والعشرين، التي تمكّن الموارد البشرية من الحصول على التأهيل العلمي الجيد للانخراط في سوق العمل، والتي تتمثل في المهارات المعرفية والمهارات الشخصية ومهارات الحياة والمهارات الفنية. كما تم استعراض معدلات المهارات المطلوبة في سوق العمل على المستوى العالمي من عدة أوجه وهي: معدلات استخدام الحاسب الآلي بكفاءة عالية، وسنوات الدراسة، والمهارات المعرفية الأساسية، والمهارات الاجتماعية، ومهارات العمل. كذلك تم توضيح أهمية اكتساب تلك المهارات في مراحل مبكرة من الحياة وخاصة في مرحلة التعليم المدرسي، كما ركز المتحدث على أهمية برامج التدريب التقني والمهني، والخبرات المكتسبة أثناء العمل. وقد عُرضت خلال هذا المحور تجربة المملكة العربية السعودية في الأداء القائم على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتطوير التعليم التقني، والجمع بين العمل والبرامج التدريبية، بالإضافة إلى التعلم الإلكتروني.
وتطرق المحور الثالث إلى الحديث عن تصميم سوق العمل، والذي يرتكز على ثلاث عناصر رئيسية تتمثل في الأولويات، وسياسات العمل، والأساسيات، حيث تم استعراض تجربة السلطنة، والمملكة العربية السعودية، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.
أما المحور الرابع والأخير في حلقة العمل فقد خصص للحديث عن المهارات والوظائف التي تدعم رؤية السلطنة، وذلك من خلال الدروس المستفادة من البحوث والخبرات في مجال تطوير المهارات المتعلقة بالوظائف المنتجة، وتصميم سوق العمل على المستوى الإقليمي والعالمي.