جريدة الوطن
كتب ـ يوسف الحبسي :
تصوير ـ سعيد البحري:
استعرضت السلطنة مع بدء أعمال مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز 2020 بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أمس الاثنين تحديات قطاع الغاز ومستقبل استدامته بمشاركة 32 دولة.
ويأتي انعقاد المؤتمر في نسخته السادسة عشر للمرة الأولى في الشرق الأوسط بالتعاون مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ويستقطب عددا كبيرا من صناع القرار والمسؤولين والتنفيذيين والخبراء التقنيين في مجال الطاقة والغاز العالمية.
وقال معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز راعي حفل افتتاح المؤتمر إن هذا الحدث يعد فرصة للالتقاء بالخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة الغاز وتبادل أحدث الطرق التقنية في هذا المجال، والسلطنة مستمرة في التزاماتها في قطاع الغاز رغم الأسعار المنخفضة، إلى جانب العمل على تمديد عقود الغاز المسال وعمليات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لما بعد المرحلة الأولى التي تنتهي خلال 5 أعوام.
وأشار إلى أن لا أحد يستفيد من سعر بيع الغاز بـ3 دولارات، لكن مع ذلك ستستمر السلطنة في التزامها بالاستثمار في القطاع وتطويره متوقعاً أن تشهد أسعار الغاز تعافياً .. مؤكداً على التزام السلطنة لتمديد آجل عملياتها في تطوير قطاع الغاز والاستفادة منه، ويدخل في ذلك تجديد عقود بيع الغاز طويلة الأجل التي تنتهي بحلول 2025.
أوضح وزير النفط والغاز أن السلطنة تحافظ على سياسة بيع الغاز عبر العقود الآجلة ثابتة السعر، وعبر السوق الفورية لتوفير مستوى من الأمان في تحقيق عائدات من الغاز وتوزيع المخاطر المرتبطة بالسعر.
وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز أثناء مشاركته في جلسات المؤتمر: إن الضغط على أسعار الغاز لم يأت من الاكتشافات الجديدة بل من المشاريع التي تم بدء العمل عليها منذ سنوات ودخلت حيز التشغيل والإنتاج خلال 2019 وعليه أصبح العرض أكثر من الطلب في الوقت الحالي.
وأبدى سعادته تفاؤله بزيادة الطلب على الغاز بعد 4 ـ 5 سنوات نتيجة للتحول إلى طاقة أنظف مقارنة بالحالية “النفط والفحم”، واتجاه قطاع البتروكيماويات للصناعات القائمة على الغاز، وتوسع الإقبال على الغاز كوقود للسفن والناقلات والمعدات العملاقة.
يذكر أن السلطنة تخطط لإنشاء أول محطة لتزويد وقود السفن والناقلات المنتج من الغاز الطبيعي في ولاية صحار باستثمار من شركة توتال الفرنسية، وذلك كجزء من خطة التطوير المتكاملة التي تعمل عليها كل من شل الهولندية وتوتال الفرنسية في تطوير مخزون حقل مبروك للغاز الذي تم الإعلان عنه في 2018.
من جانبه أوضح خالد بن عبد الله المسن الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ـ رئيس اللجنة الوطنية المنظمة للمؤتمر أن المؤتمر سيناقش أبحاث وتكنولوجيا الغاز وكيفية وسبل تخطي التحديات التي تواجه عمليات استخراج وتصنيع الغاز .. مشيراً إلى أنه يشارك في المؤتمر حوالي 350 مشاركًا من 32 دولة.
وأشار إلى أن السلطنة تهدف من خلال استضافة هذا المؤتمر إلى استقطاب الكثير من شركات الغاز والاستراتيجيات والاستثمارات في المرحلة القادمة ويتضمن المؤتمر أكثر من 150 جلسة عمل تناقش تكنولوجيا استخراج الغاز ونقله وتصنيعه.
من جهته قال حارب بن عبد الله الكيتاني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال أن المؤتمر يعد بمثابة الدليل الذي يوضح التطورات التقنية الحديثة في صناعة الغاز .. معتبرًا أن أهمية المؤتمر تتضح من خلال مشاركة العديد من الخبراء في مجال صناعة الغاز من كافة أنحاء العالم.
وأضاف: أن فيروس كورونا لم يؤثر على شحنات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وأن الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال تتبنى أساليب وتقنيات حديثة صديقة للبيئة تقلل من تلوث الهواء وقد توسعت واستخدمت الكثير من التقنيات الحديثة على مدى 20 عامًا.
تضمن اليوم الأول إلقاء العديد من أوراق العمل التي تتصل بتقنيات الطاقة في مجال صناعة الغاز .
وخلال الجلسة تحدث سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز عن دور التقنيات الحديثة في مواجهة تحديات قطاع الطاقة عالميا والذي بين أن انخفاض أسعار الغاز إنما هو “مؤقت” بسبب وفرة المعروض وستشهد ارتفاعًا في الأعوام القادمة.
وتناقش جلسات المؤتمر العديد من المحاور أهمها ما يتصل بصناعة وتوزيع أنابيب الغاز وتوريد الغاز واستخدامات الغاز المختلفة والبيئة والاستدامة.
وينعقد مؤتمر بحوث الاتحاد الدولي للغاز مرة كل ثلاثة أعوام من قبل الاتحاد الدولي للغاز ويسلط الضوء على البحوث والتطورات والابتكارات لقطاعي الغاز والطاقة كما يسهم هذا المؤتمر في تعزيز مكانة السلطنة كوجهة استراتيجية لعقد المؤتمرات العالمية وجذب الاستثمارات. إذ تساهم استضافة هذه المؤتمرات في الترويج للسلطنة بما حظيت به من موقع جغرافي واستراتيجي وبنية أساسية متينة ومرافق عالمية لإقامة المؤتمرات العالمية والطبيعة الخلابة.
ويتمحور المؤتمر المنعقد على مدى 3 أيام حول آخر الابتكارات التي وصل اليها قطاع الغاز لضمان مستقبل مستدام، ويأتي هذا الموضوع ليسلط الضوء على تقنيات المستقبل المرتبطة بهذا المجال.