جريدة عمان
كتبت – مُزنة بنت خميس الفهدية
قال صاحب السُّمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان رئيس مجلس البحث العلمي إن ما يقدمه الملتقى السنوي للباحثين في دوراته المختلفة يعد صفوة البحوث والابتكارات العلمية في السلطنة، مشيرا الى انه يتم دعم مئات البحوث حسب الإمكانيات المتوفرة، وهناك العديد من الأبحاث التي وصلت الى المستويات العالمية وسجلت حضورا مميزا.
وأضاف خلال رعايته يوم امس انعقاد الملتقى في دورته السادسة بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض «نلاحظ أن عدد المشاركين في الملتقى في تقدم مستمر مما يدل على تطور المهارات والقدرات البحثية، وسرعة الباحثين في مواكبة التطورات والمستجدات العالمية في شتى المجالات».
وأشاد سموه بالجهود التي يقوم بها العاملون في مجلس البحث العلمي في دعم تلك البحوث، متمنيا استمرار الارتقاء العلمي للوصول إلى مستويات عالمية.
وأعلن مجلس البحث العلمي خلال الملتقى عن الفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي حيث تم الإعلان عن فوز 12 مشروعا من المشاريع البحثية التي تقدمت للجائزة واستقبال (162) بحثا منشورا منها (108) بحوث تنافست على (٦) جوائز لفئة الباحثين من حملة الدكتوراه و (54) بحثا تنافست على (٦) جوائز لفئة الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه والبحوث الفائزة بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها السادسة وتكريم لأفضل ستة بحوث طلابية مموله ضمن برنامج بحوث الطلاب.
ويعتبر الملتقى السنوي للباحثين الذي ينظمه مجلس البحث العلمي فرصة سنوية للالتقاء بين العلماء والباحثين والأكاديميين المهتمين بالبحث العلمي والعاملين في هذا المجال من متخذي القرار والمسؤولين وغيرهم، كما يعد منتدى علميا يتيح الفرصة للباحثين والمهتمين في ذات التخصصات للاطلاع على أحدث المستجدات وتبادل المعرفة والخبرات بين القطاعات الأكاديمية والعلمية وأفراد المجتمع.
وأكد الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي الأمين العام المساعد للبرامج والبحوث العلمية أن مجلس البحث العلمي دشن ما يقارب (16) برنامجا استفاد منها أكثر من (3000) باحث وأكثر من (79) مؤسسة حكومية وخاصة في السلطنة، كما تم تمويل أكثر من (1148) مشروعا بحثيا من أصل (1635) مقترحا بحثي تم استقباله في مختلف برامج المجلس، وساهم المجلس في بناء القدرات البحثية على المستوى الوطني من خلال دعم (218) منحة دراسات عليا، كما ساهم المجلس من خلال برنامج مسابقة البيوت الصديقة للبيئة في تفعيل سياسات وطنية معنية باستخدام الطاقات المتجددة في المنازل تمكن اليوم صاحبها من بيع الفائض من الطاقة المنتجة الى شبكة الكهرباء العامة، ويعمل المجلس حاليًا من خلال منصة إيجاد ومجمع ابتكار مسقط على ربط القطاع الصناعي بالقطاع الأكاديمي بصورة أكبر ليكون مساهمًا فاعلًا في استغلال المعرفة المنتجة من البحوث العلمية من اجل تحويل تلك المعرفة الى عائد اقتصادي ولتوفير فرص عمل في مجالات التقانة واقتصاد المعرفة.
وقال « إن مجلس البحث العلمي يعمل على إنشاء بيئة متكاملة لدعم البحث العلمي والابتكار في السلطنة بهدف تأسيس اقتصاد مبني على المعرفة وتوفير فرص العمل،» موضحا ان هذه البيئة الطموحة قد بدأت بالتحقق من خلال البرامج المنفذة من الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي 2008/2020 وكذلك من خلال تكاتف الجهود الوطنية في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للابتكار.
وعرج الهدابي الى الحديث عن جهود مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ومعهد تكامل التقنيات المتقدمة وبرنامج تحويل مشاريع التخرج الطلابية الى شركات ناشئة، وقال: إن ذلك هو أحد ثمار هذا التوجه، حيث باشر مركز الموارد الوراثية في تأسيس مشروع نوى بالتعاون مع القطاع الخاص، وقد بدأت منتجات هذه الشراكة تنتشر في الأسواق المحلية والعالمية، كما ان برنامج منافع الذي يركز على دعم المبتكرين في مجالات الثروة الوطنية النباتية والحيوانية والبحرية بدأ يستقطب الكثير من المبتكرين الشباب ويحتضن البرنامج هذا العام بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس 4 مشاريع ابتكارية وصلت الى مرحلة تطوير النماذج العملية من أصل 56 مشروعاً متأهلا، ويستعد معهد تكامل التقنيات المتقدمة في تدشين المسبار المائي كأحد المنتجات التكنولوجية التي يمكنها تقديم خدمات مسح البحار بصورة ذاتية، كما ان برنامج Upgrade والمعني بتحويل مشاريع التخرج الطلابية في مجالات الثورة الصناعية الرابعة الى شركات ناشئة قد نجح في تحويل 9 مشاريع تخرج الى شركات ناشئة البعض منها حصلت على استثمارات من الصندوق العماني للتكنولوجيا والبعض منها حصل على عقود عمل من جهات مختلفة، وسوف يعمل البرنامج اعتبارا من نسخته القادمة على فتح مسار آخر في مجال اللوجستيات بالإضافة إلى المسار الأصلي في مجال تقنية المعلومات والثورة الصناعية ليتمكن من تحويل 6 مشاريع تخرج سنويا الى شركات ناشئة بالتعاون مع شركة عمانتل وشركة أسياد والشركاء الآخرين.
وقدم البروفيسور الدكتور بوركارد راهوت رئيس جامعة أخن الألمانية وعضو سابق في اللجنة الاستشارية الدولية لمجلس البحث العلمي ورقة عمل بعنوان «دور البحث والتطوير في التحول الى اقتصاد مبني على المعرفة»، أوضح فيها دور البحث العلمي بالارتقاء بالسلطنة في كافة المجالات، كما تحدث عن أبرز ما ينبغي ان يتميز به الباحث العلمي كالفضول العلمي والإلهام والمثابرة نحو تحقيق الإنجازات وإيجاد الحلول العلمية للكثير من التحديات المعاصرة.
وبلغ عدد الفائزين بالجائزة في القطاعات البحثية الستة ضمن فئة حملة الدكتوراه عدد (5) مشروعات بحثية، حيث فاز المشروع البحثي بعنوان «تطوير آلية التعليم من التعليم المباشر إلى المُمنهج وثم الاستقصائي لطرق التدريس في برنامج بكالوريوس علوم التربة: دراسة حالة من جامعة السلطان قابوس ضمن قطاع التعليم والموارد البشرية» للباحث الرئيس الدكتور سعيد الإسماعيلي من جامعة السلطان قابوس، وفي قطاع الاتصالات ونظم المعلومات فاز مشروع بعنوان «طرق الحل الأمثل للاختيار الدوري للشحنات المطروحة في مزادات نقل البضائع من جامعة السلطان قابوس» للباحث تشيفي تريكي، وفي قطاع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية للباحث أسامة أبو زيد من جامعة السلطان قابوس عن المشروع البحثي نظرة جديدة في أصل شدة الإشعاع الأحمر والقريب من الأشعة تحت الحمراء لمشتق 2-هيدروكسي تشالكون.
وفي قطاع الصحة وخدمة المجتمع فاز مشروع «العلاج الكيماوي يتسبب في تغيير مستويات بروتينات الدم NRP-1 و PlGF و SNAI1 التي تسهم في تحديد استجابة مريضات سرطان الثدي للعلاج» للباحثة الدكتورة نوره الزهيمية من جامعة السلطان قابوس، وفي قطاع الطاقة والصناعة فاز مشروع «انتاج الوقود النظيف من الزيت النباتي في وجود محفز: دراسة في تحسين عملية الإنتاج» للباحث الدكتور علاء محتسب من جامعة السلطان قابوس.
في حين بلغ عدد المشاريع الفائزة في فئة الباحثين الناشئين (7) مشروعات بحثية، حيث فاز المشروع البحثي بعنوان «تطوير القياسات القائمة على المنهاج في العمليات الحسابية لطلبة الصف الرابع الأساسي في المنطقة العربية في قطاع التعليم والموارد البشرية» للباحثة صفيه بنت عبدالله الشحية من وزارة التربية والتعليم وفي قطاع الاتصالات ونظم المعلومات المشروع البحثي بعنوان «النسخة المعدلة الجديدة من تحليل المكون الرئيسي مع مصفوفة الارتباط الحركية باستخدام الطاقة الحركية» للباحثة سارة بنت خميس الرزيقية من الكلية التقنية العليا، وفي قطاع الثقافة والعلوم الانسانية والاساسية فاز المشروع البحثي بعنوان «اتخاذ القرار المهني وعلاقته بالدافعية الداخلية لدى طلبة الصف العاشر الأساسي» للباحثة فاطمة بنت خلفان الفورية من وزارة التربية والتعليم وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية فاز المشروع البحثي بعنوان «نمذجة الأنماط المكانية الزمانية لحشرة الدوباس على نخيل التمور في شمال سلطنة عمان: دراسة حالة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية» للباحث الدكتور خليفه الكندي وفي قطاع الطاقة والصناعة فاز مشروع بعنوان «تطوير طريقة جديدة للغمر بالغاز الكثيف وغير الكثيف بالتناوب للاستخلاص المعزز للنفط» للباحث الدكتور ناصر الهنائي من جامعة السلطان قابوس.
وتم تكريم أفضل ستة مشاريع بحثية ضمن جائزة برنامج بحوث الطلاب وهي بحوث تم تمويلها ضمن البرنامج في 6 قطاعات بحثية، حيث فاز في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات مشروع بعنوان روبوت مرشد سياحي للمتاحف العمانية من جامعة السلطان قابوس أما في قطاع الثقافة والعلوم الانسانية والاساسية، فقد فاز مشروع بحثي بعنوان الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للثروة الحيوانية المتمثلة بتربية الجمال في محافظة شمال الشرقية من كلية التقنية بإبراء وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية فاز مشروع بحثي طلابي بعنوان مجال استخدام المخلفات السمكية في الأسمدة الزراعية من جامعة السلطان قابوس وفي قطاع الصحة وخدمة المجتمع فاز مشروع بحثي بعنوان في مجال وعي المستهلكين عن مدى تلوث عربات التسوق بالبكتيريا المسببة للأمراض من جامعة الشرقية، بينما فاز في قطاع الطاقة والصناعة مشروع بحثي تقنية جديدة في مجال إنتاج وقود نظيف من الماء من جامعة ظفار وفي قطاع التعليم والموارد البشرية فاز مشروع مهارات التواصل باللغة الإنجليزية وعلاقتها بالتوظيف في السلطنة من كلية التقنية بإبراء.
حضر الملتقى السنوي للباحثين في دورته السادسة عدد من كبار المسؤولين في الدولة، وجمع من العلماء والباحثين من كافة المؤسسات البحثية والأكاديمية بالسلطنة الى جانب مشاركة أعضاء هيئة مجلس البحث العلمي التي عقدت اجتماعا لها على هامش فعاليات الملتقى.
تشير إحصائيات المشروعات المستلمة في الجائزة الوطنية للبحث العلمي لعام 2019 الى ارتفاع أعداد المشروعات البحثية المستلمة والتي وصلت إلى 162 مشروعا بحثيا تتنافس للفوز بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في عام 2019م، بزيادة نسبتها 2% عن العام الماضي، فضمن فئة الباحثين من حملة الدكتوراه، وصل عدد المشروعات البحثية المقدمة إلى 110 بحوث، وفي مجال الباحثين الناشئين وصل العدد إلى 52 بحثا.
وانقسمت المشروعات البحثية المقدمة في قطاعات المجلس البحثية الستة كالتالي، حيث تقدم في قطاع البيئة والموارد الحيوية 26 بحثا، وتقدم 33 بحثا في مشروع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية، و32 بحثا في قطاع الطاقة والصناعة، و29 بحثيا في قطاع التعليم والموارد البشرية، و24 بحثا في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات، و18 بحثا في قطاع الصحة وخدمة المجتمع.
تضمن الملتقى ثلاث جلسات متزامنة وهي جلسة الإنسان والمجتمع وجلسة التنويع الاقتصادي وجلسة الحوكمة والأداء المؤسسي والبيئة تم خلالها لتقديم عروض مرئية تستعرض أبرز منجزات البرامج الاستراتيجية الموجهة التي يمولها المجلس، وتنفذ بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والأكاديمية والخاصة.
صاحب الملتقى السنوي للباحثين معرض للملصقات البحثية حيث تم عرض 37 ملصقا بحثيا وتحتوي هذه الملصقات البحثية على نتائج بحثية لعدد من البحوث والتي نشرت في مجلات علمية محكمة، بالإضافة إلى استعراض لخمسة مشاريع طلابية ضمن برنامج الابتكار التعليمي، كما يحتوي المعرض المصاحب للملتقى هذا العام على ملصقات للفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي وملصقات للمشاريع المكتملة الممولة من برنامج المنح البحثية المفتوحة بالإضافة الى منصات تستعرض إنجازات مركز عمان للموارد الوراثية النباتية والحيوانية ومجمع ابتكار مسقط ومكتبة مصادر والشبكة العمانية للبحوث والتعليم (اومرن) ومنصة إيجاد ومشاركات من الطلاب المستفيدين من برنامج دعم الابتكار في التعليم والفائزين بجائزة غرفة تجارة وصناعة عمان للابتكار التي يشرف عليها مجلس البحث العلمي.
وتهدف الجائزة الوطنية للبحث العلمي إلى تشجيع الباحثين على تقديم مقترحات بحثية ذات جودة عالية تخدم مختلف مجالات التنمية بالسلطنة، كما تشجع الباحثين بكافة فئاتهم على مواصلة أنشطتهم ومبادراتهم البحثية، علاوة على دورها نشر ثقافة البحث العلمي ورفع جودة مخرجات البحوث في السلطنة وزيادة عدد البحوث ذات الأهمية الوطنية.