جريدة عُمان
«عمان» شهدت مسيرة التعليم في السلطنة تحولات كبيرة خلال التسعة والأربعين عامًا الماضية في مختلف مراحل التعليم وأنواعه، والتي انطلقت في الثالث والعشرين من يوليو المجيد عام 1970م بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وقد توجت هذه المسيرة بالعديد من الإنجازات والتطورات الملموسة، والتي أسهمت في بناء المواطن، والارتقاء بكفاءاته ومهاراته؛ ليقوم بدوره المنشود في التنمية الوطنية للبلاد، مستنيرًا بفكر جلالته -أعزه الله- حين أكد وقتها على أن نشر مظلة التعليم وتعميمه في البلاد هو من أهم الأهداف الحيوية للنهضة المباركة.
وقد عمل مجلس التعليم منذ إنشائه في عام 2012م على تبني العديد من المشاريع والبرامج التعليمية، التي تهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية بالسلطنة.
وفي إطار متابعة مجلس التعليم للجهود التي تبذلها الجهات ذات العلاقة بتنفيذ توصيات الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040، والتي من شأنها أن تعمل على تطوير وتعزيز منظومة التعليم في السلطنة بمختلف أنواعه ومراحله، فقد استضافت الأمانة العامة للمجلس عدداً من المختصين من كل من: وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة القوى العاملة، وكذلك الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة والمختصين من الأمانة العامة، والجهات المعنية الأخرى، إضافة إلى حضور المختصين من وحدة الدعم والتنفيذ. وقد تم تقديم عروض مرئية تعنى بالموقف التنفيذي لتوصيات الاستراتيجيَّة الوطنية للتعليم، والوقوف على التحديات التي تواجه عمليات تنفيذها، فضلاً عن مناقشة المشاريع والمبادرات التعليمية التي سيتم إدراجها ضمن الخطة الخمسية العاشرة.
ودعم لجوانب تنمية هذا القطاع فقد وجه المجلس بقيام الجهات التنفيذية لقطاع التعليم بإعداد المرئيات والتوصيات المتعلقة بتنفيذ المشاريع ذات الأولوية التي تتطلبها المرحلة الراهنة، وصولاً إلى تحقيق الخطط والبرامج التي أقرتها الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040.
تابع المجلس خلال هذا العام التقارير المعدة من قبل وزارة القوى العاملة حول الإجراءات المتخذة بشأن إنشاء الكلية التقنية بمحافظة مسندم، وبيان المراحل التي تقوم بها الوزارة بشأن تشييد هذا الصرح التعليمي بالسلطنة، والخطوات التي تم تنفيذها.
وأقر المجلس مقترح إقامة مختبر التعليم من قبل وحدة دعم التنفيذ والمتابعة خلال شهر أكتوبر 2019م، وذلك بهدف الخروج بمجموعة من المشاريع والمبادرات ذات الأثر الأكبر لتطوير مسيرة التعليم في البلاد، انطلاقًا مما أوصت به الإستراتيجية الوطنية للتعليم 2040، والدراسات التي أعدها المجلس في هذا الشأن.
انطلاقًا من الاهتمام بموضوع الوقف التعليمي باعتباره إرثاً تاريخياً حضارياً، وحرصاً من المجلس على تأطير هذا الجانب وتفعيله، بما يتماشى مع الرؤى المعاصرة في هذا الجانب، والاستفادة من التجارب المحليـَّة الدولية الرائدة في مجال الأوقاف التعليمية؛ نفذ مجلس التعليم حلقات عمل تحضيرية لمنتدى «دور الوقف في دعم التعليم وتمويله» على مدار يومين 19-20 من فبراير 2019م، بمشاركة عدد من الجهات المختصة من القطاعين الحكومي والخاص، وذلك بنادي الواحات في مسقط؛ إذ تأتي أهمية إقامة هذا المنتدى تأكيدًا للدور الحضاري لموضوع الوقف في دعم التعليم وتمويله، وإبراز دوره الأصيل لإثراء الحركة العلمية في المؤسسات التعليمية.
وبحث المجلس التقرير الذي أعدَّته أمانته العامة حول «الوضع التعليمي للأشخاص ذوي الإعاقة في السلطنة»، حيث تم استعراض الجهود المبذولة من قبل الوزارات والجهات الحكوميــَّة المعنيــَّة في تقديم الخدمات التعليمية لهذه الفئة، والجوانب التطويرية التي تخدم مسيرة البرامج التعليمية المقدَّمة، وكذلك مناقشة نواحي الرعاية والتأهيل، واستعراض السبل المناسبة للارتقاء بها. ووجَّه المجلس بتشكيل لجنة تعنى بمتابعة الخدمات التعليمية بمختلف أنواعها ومراحلها، والعمل على تطويرها بما ينسجم ومتطلبات التنمية والرؤى المستقبلية، وكذلك متابعة إعداد الخطة الوطنية لتعليم فئة ذوي الإعاقة خلال الأعوام القادمة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة.
كما استعرض المجلس الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم في المشاركة في الدراستين الدوليتين (TIMSS) و(PIRLS)، واللتين تهدفان إلى تطوير النظم التعليمية، وتقييم التحصيل الدراسي في عدد من المواد الدراسية، ووجه إلى مواصلة الجهود للمشاركة في مثل هذه المسابقات الدولية.
بحث المجلس مشروع برنامج المستكشف الناشئ، الذي تقدمه جامعة السلطان قابوس، والذي يهدف إلى توسـيع آفـاق الطلبة في مرحلة التعليم المدرسي، وصقـل شـخصياتهم. ونظرًا لما حققه البرنامج من نتائج في رفع المستوى التحصيلي للطلاب في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية، فقد وجـَّه المجلس وزارة التعليم العالي بدراسة مقترح تعميم برنامج المستكشف الناشئ على عدد من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بالسلطنة، والتنسيق مع الجهات المختصة في هذا الشأن؛ لتعميم الاستفادة من النتائج التي حققها هذا المشروع.
وبغية تقييم التجربة التي مرت بها المؤسسات التعليمية والبرامج والتخصصات المقدمة بها، وحثها على التطور النوعي في البرامج والخدمات؛ فقد وافق المجلس على تمديد وقف منح التراخيص لإنشاء جامعات وكليات خاصة بالسلطنة لمدة ثلاث سنوات أخرى.
وقد أشاد المجلس بالمنجزات الطلابية التي يحققها أبناء السلطنة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية في المجالات العلمية، والابتكارية، والثقافية والرياضية والفنية، كما أشاد المجلس بدور مديري ومديرات المدارس المجيدين الذين أسهموا بجهودهم الملموسة التي أحدثت تطورًا مهمًا في تحسين التحصيل الدراسي والمهاري؛ موجهًا إلى ضرورة إيلاء اهتمام أوسع للشراكة بين المنزل والمدرسة والمجتمع المحلي ومؤسساته. كذلك ثمن المجلس حصول عدد من مؤسسات التعليم العالي على الاعتماد الأكاديمي من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، وتلك التي حصلت على الاعتماد الأكاديمي من الهيئات العالمية المتخصصة.
وأصدر مجلس التعليم مؤخراً كتاب «محطات مشرقة في مسيرة التعليم في سلطنة عُمان»، الذي يسعى إلى توثيق بعضٍ من منجزات مسيرة التعليم في السلطنة منذ بزوغ النهضة المباركة إلى الآن، وذلك من خلال الوقوف على أبرز الجوانب الحضارية في هذه المسيرة التي شملت مختلف أرجاء هذا الوطن المعطاء، بتنوع قطاعاته ومؤسساته التعليمية الرائدة. كما جاء هذا الإصدار ليحتفي بمنجزات نهضة عصريــَّة، ترتكز على رؤية حكيمة لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- وتستشرف آفاق المستقبل. وقد بني هذا الإصدار على فكرة استعراض هذه المحطات عن طريق رصد التطور الزمني لمسيرة الإنجازات في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل في وحدات الدولة كافة.
كما أصدر المجلس التقرير السنوي للتعليم لعام 2018م والذي يأتي ترجمة لاختصاصات المجلس، خاصة المتعلقة منها بمتابعة مستوى جودة التعليم وتقييمه بجميع أنواعه ومراحله، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة؛ لضمان جودة مخرجاته.