جريدة عمان
استشهد صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان راعي حفل افتتاح الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا ببيت الشعر «بالعلم والمال يبني الناس ملكهم، لم يبنَ ملك على جهل وإقلال» مؤكدا أن مسيرة السلطنة في العلم متجهة للأمام، وسوف تكون الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا رافدا وإضافة للتعليم، ونتمنى التوفيق لهم.
وتحتضن الجامعة ثلاث كليات عريقة في مجال التعليم العالي في السلطنة هي كليات الطب والعلوم الصحية، والهندسة، والصيدلة، وجاء التدشين الرسمي لهذا الصرح العلمي ليواكب مسيرة التعليم العالي في النهضة المباركة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، حضر حفل التدشين عدد من أصحاب السمو والمعالي وأصحاب السعادة، وعدد من رجال الأعمال ومؤسسي الجامعة.
وقال الشيخ سالم بن سعيد بن حمد آل فنة العريمي رئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا «لا شك أن للتعليم أهمية بالغة في حياة المجتمعات لإحداث التطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، حيث يمثل التعليم أحد أهم ركائز التنمية البشرية التي أبرز أهدافها تتمثل في الاستثمار في العقل البشري الذي يُعد أهم وأرقى أنواع الاستثمار على الإطلاق».
وأضاف العريمي «بدعم من وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم وبتكاتف جميع جهود المؤسسين والهيئات الأكاديمية والإدارية والفنية بمؤسساتنا التعليمية وبالتعاون مع شركائنا الأكاديميين في جامعة كلاسكو كالدونيان وجامعة ويست فرجينيا طيلة العقود الماضية أصبحت مؤسساتنا التعليمية صرحا علميا مرموقا يشار إليه من حيث جودة التعليم ورصانة البرامج الأكاديمية التي أسهمت بشكل كبير في رفد المجتمع بمخرجات علمية ذات كفاءة من أبنائنا الطلبة لخدمة وطننا الغالي».
وأكد رئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا: إننا نعمل على تأسيس ركيزة مهمة وطفرة نوعية في مسيرة مؤسساتنا التعليمية الخاصة لمواصلة العمل على تنفيذ خططنا التعليمية المستقبلية لمواكبة التطور العلمي في مجالات الهندسة والطب والصيدلة والعلوم الصحية وأيضا لاستحداث كيانات أكاديمية أخرى تنضوي جميعها تحت مظلة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.
واختتم كلمته قائلا: «بالنيابة عن جميع المعنيين بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا أنتهز هذه الفرصة لنؤكد لكم أننا ماضون في التزامنا بالمساهمة في تعزيز مسيرة التعليم العالي بوطننا الغالي بكل جدٍ واجتهاد بما ينسجم مع السياسات والخطط التي تضعها الحكومة الرشيدة والجهات المختصة بهذا الشأن».
وتخلل الحفل عرض مقطع مرئي عن الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا – ليحكي قصة تأسيس وإنشاء الجامعة الوطنية التي من المتوقع أن يكون لها مستقبل مشرق بإذن الله.
وعلى هامش حفل الافتتاح قال معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة: «سعيد بافتتاح الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا التي تعد إضافة قيّمة للتعليم بالسلطنة، حيث تأسست الجامعة من عدة كليات سابقة، وهناك تعاون وثيق بين كلية عمان الطبية وكلية الصيدلة وبين الصحة، وبإذن الله سيستمر هذا التعاون مع الجامعة من خلال التدريب والتعليم وسوف يتم التعاون في البحوث الطبية والعلمية»، مؤكدا أن التعليم هو أساس التقدم لكل دولة.
من جهته عبّر سعادة الدكتور عبد الله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي عن سعادته بالافتتاح الرسمي للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، حيث يعد مشروعا طال انتظاره، ومما لا شك سوف تفتح آفاقا كثيرة للتعاون الدولي وتأسيس قاعدة بحثية في مختلف العلوم تجمع بين العلوم الطبية والهندسية، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالي ستكون مساندا قويا للجامعة للمضي بها قدما، وسوف تساعد الكليات داخل الجامعة على إيجاد تخصصات تجمع بين الهندسة والطب الذي يعد توجها عالميا، وسوف يساهم في تأسيس أبحاث علمية تخدم المجالين.
وأكد الدكتور محمد علي رئيس المجلس التنفيذي للجامعة الوطنية أنه لتحقيق الممارسات والمعايير العالمية في تقديم البرامج الأكاديمية، حصلت الجامعة الوطنية على الارتباط مع مؤسسات عالمية رائدة من بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية مثل: جامعة غلاسكو كالدونيان في اسكتلندا، وجامعة ويست فيرجينيا، وجامعة ساوث كارولينا في الولايات المتحدة، موضحا أنه تتم صياغة وتوجيه المبادرات الاستراتيجية للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا من قبل مجلس الأمناء الذي يتكون من عضوية شخصيات بارزة من مجالات متنوعة من الأنشطة حول العالم.
من جهته قال البروفيسور كيم تو سون الرئيس الفخري والمؤسس لجامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة: «بما أننا نحتفل بافتتاح الجامعة الوطنية، سأقتصر على احتياجات التعليم العالي؛ حيث لم يعد بإمكاننا الاعتماد على التعليم الجامعي التقليدي من مجرد نقل المعرفة، وأصبحت الآلات أكثر ذكاء من الإنسان وقدرتها على تخزين كمية كبيرة من المعلومات».
وأضاف: «علينا أن نبحث عن استراتيجية مختلفة لإعداد طلاب الجامعة؛ حتى يكونوا أفضل من الآلات في بناء الأمة وكونهم أعضاء جيدين في المجتمع»، موضحا أن نظامنا التعليمي يحتاج إلى تعزيز إبداع الطلاب، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تعلم الحقائق للتوصل إلى رؤى جديدة، معتقدا أن أفضل طريقة لتعزيز ذلك هي القيام بمشاريع مفتوحة».
وتقدمت البروفيسورة باميلا غيليس نائبة رئيس جامعة غلاسكو كالدونيان، بالمملكة المتحدة بكلمة إلى مؤسسي الجامعة مهنئة بهذا الإنجاز «دائما ما يكون إنشاء جامعة جديدة حدثا مثيرا، حيث ساعدت الجامعات في تحويل المجتمعات والمدن والدول التي تخدمها من خلال الأبحاث، كما تشجع الجامعات الفضول والإبداع والابتكار وتحقق الرخاء في اقتصاداتنا، ومن خلال التعليم يتم فتح آفاق المواهب وتطوير الخريجين ذوي المهارات عالية المستوى لحل المشكلات المعقدة اللازمة لتحسين مجتمعاتنا والتعامل مع التحديات العالمية التي نواجهها جميعا».
وأضافت: «إن الجامعات وموظفيها والطلاب والخريجين لديهم بالفعل القدرة على تحويل الحياة والعالم من حولنا نحو الأفضل»، مشيرة إلى أن جامعة جلاسكو كالدونيان تتميز بكونها شريكا موثوقا به لكلية كالدونيان الهندسية لأكثر من عقدين، ونتطلع إلى المستقبل وسنبقى ملتزمين بالبناء على علاقتنا المثمرة، وسنستمر في تقديم دعمنا للتعليم العالي في السلطنة».
كما كانت هناك كلمة ملفتة من جامعة ويست فرجينا أشادت من خلالها بالجودة التعليمية التي سوف تقدمها الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا ومدى قوة الشراكة والتعاون بين الجامعتين، كما تقدم الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية في كلياتها الثلاثة، كلية الطب والعلوم الصحية، وكلية الهندسة، وكلية الصيدلة.
وتخلل الحفل تقديم سلسلة محاضرات وطنية أولى للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، تحت رعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي.
وتتميز الجامعة ببيئة متعددة الثقافات تضم طلابا من 33 جنسية وأكثر من 4200 طالب وطالبة في أحرامها الجامعية، مما يجعلها جامعة عالمية حقا، ويهدف مؤسسو الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا الى أن تنال الجامعة الاعتراف الدولي وأن تصبح متميزة في التعليم والبحث العلمي تقودها في ذلك القيم الاجتماعية، وستسعى الجامعة إلى تنفيذ رسالتها المتمثلة في تحويل الطلاب إلى خريجين عالميين يسعون لاكتساب المعارف وتطبيقها للارتقاء بالمجتمع، كما يؤمن المؤسسون إيمانا راسخا بأن الجامعة الوطنية تتطلع للوصول إلى آفاق جديدة من التميز في العلوم والتكنولوجيا، وأن ينظر إليها باعتبارها رمزا للتعليم العالي والبحث العلمي في السلطنة.
الجدير بالذكر أنه منذ بداية هذا العام الأكاديمي 2018/2019 التحق بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا النجم الصاعد في مجرة الجامعات الخاصة في سلطنة عمان أول دفعة متميزة من الطلاب من داخل وخارج السلطنة في برامج السنة التأسيسية والدبلوم العالي والبكالوريوس والماجستير، وتعمل الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا عبر أربعة فروع في السلطنة، حيث تقع كلية الهندسة في الحيل الجنوبية، وكلية الطب في صحار، ومركز الدراسات التأسيسية في مرتفعات المطار، وكلية الصيدلة مع مكاتب الجامعة في بوشر.
وتتجسد طموحات أصحاب الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في أن «تكون جـــامعة معترفا بها دوليا تشتهر بتميزها في التعليم والبحث العلمي، مدفوعة بالقيم الاجتماعية»، وتضطلع الجامعة بمهمة «تحويل الطلاب إلى مواطنين عالميين في البحث عن المعرفة وتطبيقها لتحسين المجتمع».
يتم تقديم الدعم المالي للمشاريع المقترحة لأبحاث أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من خلال المنح الداخلية لتعزيز البحث من خلال دراسات تجريبية ومشاريع أبحاث قصيرة المدى، كما تستجيب الكلية للدعوات الخارجية لمقترحات من مجلس البحوث العماني وغيره من مؤسسات خارجية لتمويل البحوث، وقد حصلت الجامعة على 16 منحة بحثية خارجية في السنوات القليلة الماضية، إذ تلقت مبلغا كبيره من الوكالات الخارجية في المجالات الطبية والصيدلانية والبحوث العلمية.
من جهة أخرى، يشارك الطلبة في الأنشطة البحثية من خلال برنامج المنح الدراسية لطلاب الدراسات العليا (FURAP) ، وبلغ إجمالي أموال مشاريع الأبحاث المقدمة للطلاب 25416 مما ساعدهم على إجراء البحوث والمقترحات وتعزيز البنية التحتية للبحث في الجامعة.
ويتم تعزيز معدات المختبرات باستمرار من خلال 32 جهة تمويل، وبشكل رئيسي من قبل مجلس البحوث العماني، و من خلال المنح الداخلية ووكالات التمويل الأخرى، وتتابع الكلية المشاريع البحثية بالتعاون مع المنظمات الخاصة والحكومية والدولية. حيث يتم تنفيذ المشاريع البحثية بالتعاون الوثيق مع مستشفيات مثل المستشفى السلطاني، ومستشفى خولة ومستشفى صحار ووزارة الصحة وغيرها. و يتم نشر أبحاث أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من خلال مقالات البحوث والمراجعات البحثية، وفي السنتين الأخيرتين، تميّزت نتائج البحوث بنشرها أكثر من 300 منشور بحثي في مجلات مُحكَّمة جيدة السمعة، وينشط أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة جدا في المؤتمرات الوطنية والدولية حيث حصلوا علي جوائز في عدّة منتديات للبحوث، وفي نفس الوقت تتم دعوتهم بانتظام لعقد حلقات عمل في المناسبات العلمية على المستويين المحلي والدولي.